في النقطة التي تغرب فيها الشمس يصل عالم الأوربيين إلى نهايته هناك في الأطلسي الموحش يقبع خطر وجود حافة العالم وفق مخيلتهم.
في العصور الوسطى لم يثق البحارون بعرض البحر فقط لازموا الساحل وأبحروا بموازاة الجروف الناتئة أو الأشجار أو الجبال.
لم يملكوا أي أدوات قياس أو خرائط بحرية دقيقة تدلهم على الطريق كانت تجارتهم المربحة مع الشرق البعيد تتم عن طريق البر توخيًا للأمان.
وبالمقابل فتح المسلمون مناطق واسعةً من العالم ونشروا بين الشعوب حضارتهم ومعارفهم وقضوا على الإمبراطوريات القديمة وجعلوها تحت سلطانهم.
لقد واجهت عاصمة الإمبراطورية البيزنطية القسطنطينية هجمات الفاتحين المسلمين مدة طويلة ولكن عام ألف وأربعمائة وثلاثة وخمسين عجزت المدينة القوية عن الصمود فبعد أكثر من ألف سنة على تأسيس القسطنطينية ها هي جدرانها تسقط أرضًا تحت أقدام وسيوف المسلمين.
بالنسبة إلى البندقية يعني ذلك خسارة شريك تجاري قوي فجأة يبدوا المستقبل مظلما ولكن ستسعى القوى الأوروبية الأخرى لإيجاد طرق جديدة نحو كنوز أسيا.
إن غزو المنغوليين فتح طريق الحرير للأوروبيين من ثَمَّ أعيد أقفال الطريق أمامهم من جديد بعد انهيار الإمبراطورية المنغولية، ولكن في ذلك الوقت فتحت شهية الأوروبيين لبضائع ومشتريات الشرق لذا بحثوا عن طرق جديد نحو الشرق الأقصى.
في القرن الخامس عشر أرسل الملك البرتغالي "هنري" البحار وبحاريه ومستكشفيه وماسحي الأراضي لإيجاد طريق إلى الشرق حول "إفريقيا" وبعد وقت قصير وصلت أخبار تفيد بأن شخصًا آخر كان يبحث عن هذه الطريق عبر الإبحار غربا من أجل الوصول إلى الشرق "كولومبوس".
وبالفعل هكذا تم اكتشاف الطريق إلى الصين هكذا تم اكتشاف العالم أو حتى تم فهمه العالم ككرة جغرافية العالم بصورته الضخمة بحيث تمثل "أوروبا" جزءًا صغيرًا منه.
يشبع "هنري" البحار نهمه للذهب في شمال "إفريقيا" يغزو جنوده منطقة "كوتا" في شمال "إفريقيا" هذه ستكون نقطة البداية للبحث عن كنوز الذهب الأسطورية داخل "إفريقيا" ولكن يجد البرتغاليون أن طريقهم مقطوع ببحار من الرمل.
وحدهم البدويون يجدون طريقهم إلى الصحراء لا يقوى أي أوروبي على العيش هناك، لذا يصدر "هنري" أوامره بإيجاد طريق جديدة إلى "إفريقيا" وأسيا عبر البحر، لا يركب "هنري" أبدًا البحر بنفسه ينطلق البحارون نيابة عنه ليغامروا في المحيط الأطلسي ويكتشفوا سواحل المناطق المجهولة.
ولكن أولئك المستكشفين لا يسعون إلى مجرد البحث عن طريق إلى الشرق أو إلى اكتشاف مصادر ذهب أو حرير بل إلى امتلاك أراض جديدة؛ لذا حيثما يطأون بأقدامهم الساحل يرسمون إشارة الصليب دالِّين بذلك على خضوع تلك المنطقة لحكم ملكهم وراعيهم الملك "هنري" البحار.
في عام ألف وأربعمائة وأربعة وثلاثين كان البحار البرتغالي "جيل إنس"؛ أول من أبحر حول رأس "بوجادور" المروع على ساحل الصحراء الغربية.
يعتبر ذلك انتصارا إلى "هنري" البحار الذي كان لمدة عقدين من الزمن يرسل بانتظام بعثة تلو الأخرى بعثة لاكتشاف الساحل الغربي لأفريقيا لهذه الغاية أنشأ مدرسة ملاحة ومستودعًا للأسلحة على رأس "ساجرش" الصخري بجانب رأس "سانتفنسن" بأقصى جنوب غرب أوروبا.
من الصعب إيجاد مصادر تؤكد هذه المدرسة كان باستطاعته تنظيم وتمويل رحلات دورية للبرتغاليين.
تعتبر المدرسة البحرية في "ساجرش" الواقعة على الساحل الأطلسي للبرتغال مركز أبحاث عالمية عندما يصدر "هنري" الأمر يتحضر عالمو الفلك ورسامو الخرائط الإيطاليون والعرب واليهود لأولى رحلات الاستكشاف الأوروبية.
ولكن الخرائط الموجودة حاليًا ليست أكثر من نتاج خيال الإنسان ولا تنفع كليًّا للملاحة لذلك يعد الإبحار في عرض البحر مغامرة شديدة الخطورة.
ليس بإمكان قباطنة "هنري" الاستدلال على الطريق البحري إلى "آسيا" إلا إذا استخدموا الخرائط الدقيقة في "ساجرش" سجلت ملاحظة البحارين واستكشافاتهم ورتبت.
انبثقت أولى الخرائط البحرية من خلال أوصافهم ومعلوماتهم بعد كل رحلة تصبح الخرائط أكثر دقة ومع كل رحلة تصبح صورة العالم أوضح.
عندما أرسل "هنري" البحار مستكشفيه لم يكن ثمة خرائط ليستخدمها كان عليهم تدوين كل ما يجدون من معلومات من الملاحة، كان عليهم تعلم قياس اتجاه، الرياح اتجاهات، البوصلة، المسافات بين النقاط، مسافة الإبحار في اليوم، ثم كيفية جدولة هذه المعلومات.
بهذه الطريق صممت مجموعة من الخرائط ولكن للأسف دمرت كلها في حريق لشبونة الكبير في القرن الثامن عشر ونتيجة لذلك لا نعلم بالتفصيل عن كل مرحلة من مراحل اكتشاف العالم وخصوصًا الخطوات الأولى التي قام بها البرتغاليون مع ذلك دلت على اكتشاف العالم من قبل الأوروبيين.
والآن بعد أن جهزت مدرسة "ساجرش" بالخرائط أصبح بإمكانهم التقدم أكثر فأكثر على الساحل الأفريقي إنهم يكتشفون عوالم لم تعرف أبدا من قبل عند عودتهم إلى "ساجرش" تقوم مشاهدتهم وأوصافهم وتسجل في جداول وخرائط جديدة.
بدايةً لا يجدون ذهبا على الساحل الإفريقي ولكنهم يجدون أناسا يبدون غريبي الشكل بالنسبة للأوروبيين الغزاة وبدل الذهب يصبح البشر أنفسهم الآن الغنيمة وينقلون إلى "أوروبا" عبيدًا تشكل هذه بداية لفصل جديد في التاريخ القديم "تاريخ العبودية".
ستكلف حياة الملايين وتجعل آخرين أغنياء في تجارة تدوم قرونًا، تبحر أكثر من خمسين سفينة على الساحل الأفريقي حاملة علم هنري.
في عام ألف وأربعمائة وأربعة أربعين تحققت أحد أكبر طموحات "هنري" يستطيع البرتغاليين اليوم الوصول مباشرة إلى الذهب الإفريقي وذلك عن طريق رحلاتهم وخرائطهم لقد وجد التجار العرب أنفسهم أمام منافس جديد.
حتى هذه اللحظة تفوَّق العرب بشكل واضح على الأوروبيين الذين كانوا بعيدين جدًّا عن بيئتهم لعدة قرون مكث العرب في عرض البحر على قدر مكوثهم في الصحراء الواسعة تتنقل سفنهم باستمرار وبانتظام بين الجزيرة العربية والهند حاملة معها من الهند بهارات نادرة وبضائع ثمينة يكمن سر نجاحهم في امتلاك الخرائط البحرية العربية.
لقد أحسنوا استغلال فرصة معرفتهم صورة العالم وتحديدهم الدقيق للطرق التجارية يمسك قباطنة البحر العرب زمام العالم بين أيديهم قبل الأوروبيين بوقت طويل.
في العصور الوسطى كان الصينيون متقدمين تقنيًّا تمامًا مثل العرب في حين كانت تعتبر فيه الرحلة البحرية في "أوروبا" مغامرةً خطرة كانت السفن الشراعية الصينية المجهزة ببصلات وخرائط دقيقة تنتشر فوق أعالي البحار يبدوا شيئًا لا يصدق ولكن الصين تبلي بلاءً حسنًا فهي في طريقها إلى اكتشاف العالم بينما البرتغاليون يبدأون بأولى خطواتهم الخجولة.
في السنة ذاتها التي يقطع فيها الكابتن "جيل إنس"؛ رأس "بوجادور" ويعلن بداية التوسع البرتغالي تمنع محكمة الإمبراطور في بكين البحارين من القيام بأي اكتشافات أخرى.
في السابق أبحر القبطان الصيني "تشينج هاي" بعيدًا حتى وصل إلى ساحل "إفريقيا" الشرقي والخليج العربي ولكن المحكمة الملكية لم يهمها الأمر فمنعت الصين من اكتشاف العالم عندئذ فتح الطريق أمام البرتغاليين.
طريق تقودهم لعقود عدة على طول خط الساحل الأفريقي نزولًا باتجاه أقصى الجنوب رأس الرجاء الصالح وإلى الأمام باتجاه الهند.
عام ألف وأربعمائة وثمانية وتسعين رسى البحار البرتغالي "فاسكو دي جاما" في "كال كوتا" والآن مهدت الطريق لازدهار الطريق الازدهار التبادل التجاري بين "آسيا" وأوروبا.
مرت أكثر من ثمانين سنة على تأسيس مدرسة الملاحة في "ساجرش" خسر مئات البحارين حياتهم في المحيط الأطلسي وفُقدت الكثير من السفن ولكن كل طاقم يعود يحضر معه معلومات قيمة وبذلك تزداد الخرائط دقة الآن يعرف القباطنة الطرق على الساحل الأفريقي.
يعتبر الخرق الكبير ضروريا جدًّا "فاسكو دي جاما" هو أول أوروبي يبحر حول رأس الرجاء الصالح اكتشفت الطريق البحرية إلى الهند.
في آيار مايو في عام ألف وأربعمائة وثمانية وتسعين وبعد رحلة دامت أسابيع عدة وصل "دي جاما" إلى "كال كوتا" في الهند إن صورة العالم تصبح أوضح يومًا بعد يوم لقد قربت المسافة قليلا بين "أوروبا" والصين البعيدة.
عندما دار "فاسكو دي جاما" حول "إفريقيا" وحط في الهند بدأ عصر جديد الأوروبيون لم يؤكدوا فقط وجهة نظرهم حول الأرض وأكدوا ذلك بالبرهان بأنها دائرية الشكل وأن بالإمكان الوصول إلى نقطة عليها على متن سفينة.
الآن بدءوا بتأسيس المستعمرات في شرق "آسيا" وكان لتلك المستعمرات لاحقًا تأثيرٌ على الدول المستعمرة أصبحت قوى استعمارية تنافس بعضها مع بعض للسيطرة على المستعمرات الأغنى والأكبر مساحة وبهذه الطريقة بدأ عهد جديد وصل إلى نهايته في القرن العشرين.
في "ساجرش" يقوم واضعو الخرائط بشكل منتظم المعلومات الفريدة التي عادة بها رحلات الاستكشاف من دون خرائط يستحيل أن ترتقي البرتغال إلى مستوى القوة الاستعمارية إن امتلاكهم للخرائط البحرية النادرة وحدهم يؤمن لهم طريقًا آمنا إلى الشرق الأقصى حيث المال والسلطة.
قيمة الخرائط تفوق قيمة الذهب لذا فهم يقفلون عليها بالمفتاح خارج مدرسة الملاحة لا يعلم بأمرها سوى قباطنة السفن ويسمح بحمل نسخة واحدة فقط على متن السفينة.
يدفع المنافسون السياسيون البرتغاليون إلى اللصوص إلى سرقة الخرائط، يدفع التجار البندقية والنبلاء الأسبان مبالغ ضخمة من المال مقابل نسخ مسروقة من تلك الخرائط الفريدة، فقدت الخرائط البرتغالية التابعة لهذه الحقبة بسبب الحرائق أو خلال استعمالها على متن السفن.
إن أهم ند للبرتغال هو "أسبانيا" يبحث الأسبان أيضًا عن طريق بحري يقودهم إلى الهند إنهم أيضا يحلمون بالحرير والبهارات والذهب والعبيد هم أيضا مذهولون ببريق المال والسلطة يعرض بحار إيطالي إيجاد الطريق ويدعى "كريستوفر كولومبوس" من مدينة "جناوة".
بما أن الكرة الأرضية دائرية الشكل وجد "كولومبوس" إنه إذا أبحر غربا أنه سيصل عاجلا أم آجلا إلى الهند سيتطلب الأمر بعض الوقت قبل أن يدخل خطته حيز التنفيذ يشكك علماء الجغرافيا في حساباته إنهم يرون أن "كولومبوس" لا يملك أملًا في الوصول إلى الهند إنهم يتوقعون أن هذه الرحلة الطويلة ستنتهي بموت الطاقم من الجوع والعطش.
ولكن في النهاية تم إيجاد المستثمرين لتمويل الرحلة إلى ثروات الهند في عام ألف وأربعمائة واثنين وتسعين انطلقت سفن ثلاث في البحر في حين استمر البرتغاليون في الإبحار على طول الساحل الأفريقي بحثًا عن الذهب توجه "كولومبوس" نحو الغرب استمرت الرحلة اثني عشر أسبوعًا حط "كولومبوس" في الهند أو لطالما ظن أنه فعل.
حسبما يرى وحده الأطلسي يقع بين "أوروبا" والهند في السنوات التالية قام "كولومبوس" برحلات متتالية إلى حيث يظن أن الهند تقع.
يرفض الاعتراف بأنه اكتشف أرضًا جديدة سار العديد من الملاحين على خطاه مر وقت طويل قبل ظهور حقيقة أن قارة جديدة بأكملها قد اكتشفت.
إثر عودته التقى "كولومبوس" ملك البرتغال "أدون جوا الثاني" في مرفأ "لشبونة" وعلى عكس "كولومبوس" الذي لم يدرك أهمية اكتشافه ولعله لن يفعل كان "الدون جوا" مدركًًا جدًّا أهمية اكتشاف أمريكا كانت النتيجة عقد اتفاقية، عقدت اتفاقية بين العرش البرتغالي وعرش كاستل سميت اتفاقية "تورسيلاس" وقعت عام ألف وأربعمائة وأربعة وتسعين وبمقتضاها رسم خط من الشمال إلى الجنوب عبر المحيط الأطلسي يبعد حوالي ألفين ومائة كيلوا متر غرب "أزوروس" وجزر "كايت فردي".
واتفق أن كل الأراضي الجديدة التي يتم اكتشافها غربي هذا الخط تضم إلى "أسبانيا" أما التي تكتشف شرقي هذا الخط فتعود إلى البرتغال فالعالم قد قسم.
ترك للبرتغاليين اكتشاف "إفريقيا" والطريق البحري إلى الهند وبالتالي إلى "آسيا" أم الأسبان فقط فتحت أمامهم الآن الطريق إلى أمريكا، أمريكا الوسطى والجنوبية بشكل كبير وبرزوا كقوة استعمارية كبرى في العالم الجديد.
يعود العالم الجديد بثروات لم تكن "أسبانيا" الفقيرة لتحلم بها تزين الكنيسة نفسها بالذهب المسروق يستخدم الحكام الدنيويون الذهب المسروق في الرشوة يتم الآن نقل شحنات منتظمة من الذهب والفضة بكميات لا تصدق من أمريكا إلى "أوروبا" ما يأخذه الأوربيون إلى الشعوب المحلية هو الموت.
كانت تهلك الشعوب من جراء أمراض لم تعرف إلى الآن قضى مئات الآلاف من الهنود الحمر نحبهم نتيجة تسخيرهم في مناجم الذهب والفضة نقل ذهب "الإنكاس" عبر المحيط الأطلسي بواسطة سفن تتبع الطرق المشار إليها في الخرائط بدقة متناهية يسبب الذهب والفضة القادمان من أمريكا تضخمًا في "أوروبا" في النهاية "أوروبا" هي المستفيدة من العالم الجديد في وقت تدمر فيه كل الثقافات المحلية.
عندما وطيء " كولومبوس" بقدمه لأول مرة جزر أمريكا الوسطى ظن أنه قد حط قطعًا في العالم القديم في الهند أو حتى في الصين لم يكن يعلم أنه اكتشف قارة جديدة وبرغم ذلك كان على الناس التمكن من إيجاد طريقهم يعني ذلك إعطاء أسماء جديدة لهذه الجزر المكتشفة حديثًا اختيرت الأسماء من الوطن الأم، أسماء جلبها البحارون معهم لذلك سمي قسم ب"نيو سبين" أو "أسبانيا" الجديدة وسميت مدينة أسسها الهولنديون "نيو أمستردام" ثم أعيد تسميتها لاحقًا "نيويورك" واسم آخر "نيو فيرجينيا" إذن تم استيراد مجموعة من الأسماء من العالم القديم والتي ارتبط حاليا بالعالم الجديد وبهذه الطريقة تم تأسيس العالم الجديد من أصل كل هذه الأماكن والأراضي الجديدة.
بالنسبة إلى الأوروبيين العالم الجديد أشبه بالجنة أشجار ضخمة وحيوانات وفاكهة لم ترها العين من قبل كلها صور تأجج خيال الغزاة ولكن من أين أتت كل تلك الحيوانات.
ينمو القصب السكري هنا بكثرة يصل السكر الصافي لأول مرة إلى "أوروبا" من المستعمرات الكبرى إن اليد العاملة قليلة في العالم الجديد.
يشتري مالكو المستعمرات الأوروبيين اليد العاملة الرخيصة من "إفريقيا" يضاعف الغزاة مصادر دخلهم مرتين وثلاثة مرات عبر استغلال الطبيعة أي من السكر ومن تجارة العبيد.
تظهر خرائط العالم كيف امتد أفق "أوروبا" الجغرافي وتظهر أن العالم اليوم يرى كجسم كروي لو لم يكن "كولومبوس" مقتنعا بذلك لما غامر في الأطلسي في هذه المرحلة قام صانع الخرائط "مارتن بهايم" بإنشاء أول كرة جغرافية.
إنها تجعل رؤية الطرق المؤدية إلى بهارات العالم أسهل يحدد "بهايم" للتجار المهتمين نوع الفواكه ومكان نموه بشكل مفصل كما يدلهم على نوع التجارة التي يمكن إتمامه هناك وما زال ينقص على هذه الكرة الجغرافية الأولى القارة الأمريكية.
طوال حياته كان "كولومبوس" بشرق "آسيا" كان ملما بدرجة كبيرة بالأدب الذي يدور حول شرق "آسيا" والذي ظهر في العصور الوسطى، لقد درسها عن كثب وكتب تعليقات كثيرة عنها لهذا السبب على الأرجح لم يكن قادرًا على رؤية أهمية اكتشافه حتى أواخر أيامه ظل معتقدًا بأنه حط في "آسيا" وذلك لأنه كرس حياته لأجل تحقيق هذا الهدف.
وكسائر الملاحين الذين لحقوا به أرادوا جميعهم الوصول إلى شرق "آسيا" على الأرجح اكتشف "أمريكوا فوسبوتشي" القارة المزدوجة أو العالم الجديد الذي كان يسميه الأسبان في القرن الثامن عشر "لاس إندياس" لذلك أعطوا واضعو الخرائط الألماني "مارتن فالدي سي مولر" اسم أمريكا للقارة وذلك تكريمًا "لأمريكوا فولسبوتشي" وذلك عن خريطة نشرها عام ألف وخمسمائة وسبعة في "سانداي" في "فوجس".
ولكن "مارتن فالدي سي مولر" أطلق اسم أمريكا على النصف الجنوبي من القارة، طبعت ألاف النسخ من خريطة العالم ل"فالدي سي مولر" لقد أحدثت خرائط العالم ثورة في عالم الملاحة تسهل معدات القياس البحري مثل آلة "السدس" التوجه عندما يرتفع البحر.
تشير البوصلة إلى الطريق حيث المرافئ البعيدة وتثبت السفينة على المسار المشار إليه على الخريطة، تبحر السفن البرتغالية نحو المرافئ الصينية لأول مرة قريبًا التوسع الأوروبي سيعم العالم أجمع ستظهر إمبراطوريات عالمية جديدة وأدخلت على الخرائط المطالب الاستعمارية على الأرضي التي تم غزوها وإلى الآن لا تزال هناك مناطق لم تكتشف ومسافات واسعة من المحيطات الهادئة لم تقطع إضافةً إلى أراضي القارات الداخلية التي لم تطأها قدم بعد لذا فرؤيتنا للعالم لم تكتمل حتى هذه اللحظة